
كتابات أحمد بهجت تتميز عادةً بالسهولة وعدم التعقيد، فهي تعتبر وجبةٌ خفيفة، تتمتع وانت تقرأها دون مواجهة عناء في فهم ما يرمي إليه، وفي نفس الوقت فهي تناقش قضايا هامة وأحياناً معقدة ولكن بأبسط الطرق.ومما يميز أيضاً كتاباته أنه يعتمد على الخيال بقدر كبير، ويدفعك أنت أيضاً أن تسرح بخيالك لترى أشياءً في الكون من حولك ربما لم تلحظها من قبل، وهو يعتمد في تعبيره عن خياله على طرق مبتكره، وهو يعترف بذلك إذ قال: "سأحدثك عن تجربة طفل ساذج مع قط مثقف. وإذا راودك شك في جنوني لأنني أكتب عن القطط، فأنت يا سيدي أشد جنوناً لأنك تقرأ ما أكتبه". يعد النقاد هذا الكتاب ـ رغم قلة صفحاته ـ كنزاً ثميناً من كنوز المعرفة الشاملة ، التي تتيح لمن يطلع عليها الاستمتاع بأنماط لا حصر لها من المعاني والمعارف العميقة المتداخلة مع دقائق التفاصيل الحياتية ، والمعطيات النفسية والذاتية ، والمثيرة للكثير من الأسئلة حول الكون والوجود والدين والحياة ؛ فهو كتاب ـ كما عبر البعض ـ لم يكن مجرد مغامرات و حوارات ممتعة بين الطفل و القط فقط ، بل اختلطت فيه الحكايات مع الأساطير و الذكريات مع الفلسفة و الإيمان مع الحيرة بالإضافة إلى الكثير من الكوميديا ، فشكلت رحلة استكشاف لأفكار طفل بريئ يرى العالم بعيون مندهشة و يكشف زيف كلام و أفعال الكبار و تناقضها مع المبادئ ، كما يفتح نافذة على معنى الفلسفة في عقول الصغار والكبار معاً ، لذلك فهو جدير بحق لأن يكون في مكتبة القارئ.
إضغط على الصورة للتحميل
إضغط على الصورة للتحميل
رائع جزاكم الله خيرا
ردحذف