
كان أول ما نشره كامو كتاب " الوجه والقفا " عام 1937 وكتاب " أعراس " عام 1938 وكلاهما مدين بأصالته الظاهرة لرغبته الجامحة في تصوير الصفات الفذّة التي رآها في وطنه وبين أهله، إذ إن فرنسا واللغة الفرنسية قد أضافتْ لما أعطته الجزائر له النفس الجديد والألق والوضوح، لذلك فقد بقي كامو بفكره وتعبيره مغروس الجذور في تربة الجزائر إذ أهداها الكثير من صفحاته الرائعة في الكتاب الذي نشره عام 1954 بعنوان الصيف .. ذلك الكتاب الذي يلتزم فيه الكاتب شيئاً من الصوفيّة والتأملات الفلسفيّة والصور الأدبيّة وأحياناً الشاعريّة .. يقول في رحلته إلى أمريكا الجنوبيّة: " في منتصف الليل، وحدي على الشاطئ . بالانتظار مرّة أخرى ، وبعدها سأذهب . أما البحر فساكنٌ ، نجومه كأضواء البواخر الكثيرة التي في هذه الساعة، في الدنيا قاطبة ، تنير مياه الموانئ المظلمة .. الفضاء والصمت جاثمان كوقر واحد على قلبي. حب فجائي، أو فعل حاسم ، أو خاطر يشع في النفس يُحِلّ بالمرء في لحظات معيّنة، هذا القلق الذي لا يطاق تصحبه فتنة لا تقاوم .. ذلك هو أن نحيا ثم نركض إلى حتفنا ".
إضغط على الصورة للتحميل
إضغط على الصورة للتحميل
مدونة ممتازة ورائعة شكرا لك ...
ردحذف