
اختار القصيبي أن يصنّف كتابه هذا على أنه "أقصوصة" وهو في الحقيقة قصة طويلة، كان يُمكن -لو شاء مؤلفها وشاء القدر- أن تتحول إلى رواية. تدور أحداث القصة حول (يعقوب العريان) المريض بمرض "ألزهايمر" في مصحٍ في أميركا، اختار أن يواجه المرض هناك بعيدًا عن أهله، رفقًا بهم. والقصة مكتوبة بطريقة الرسائل، حيث يُرسل (يعقوب) اثنتي عشرة رسالة- في اثني عشر فصلا- إلى زوجته الأخيرة (نيرمين) يحدّثها عن أحواله وانطباعاته وحواراته في المصحّ مع زملائه. من يقرأ الكتاب يستشف أنّ القصة ما هي إلا حيلة كتابية يستخدمها (غازي القصيبي) لينقل إلينا حالته الفكرية أثناء المرض الطويل، وليتحدث عن أفكارٍ وجودية مؤلمة، وأفكار أخرى متفرقة يشير إليها في عجالة كعادته. (يعقوب العريان) مريض في السبعين من عمره، وغازي أيضًا مريض في العمر نفسه، والاثنان يقتربان من النهاية. ما يفعله غازي في هذا الكتاب هو إلقاء الضوء على الفزع والألم الذي يكتنف الإنسان في شيخوخته عندما يعرف بأنه مقبل على وهنٍ وعجزٍ ومذلة تأباها كرامته وعنفوانه. أما لماذا اختار القصيبي مرض ألزهايمر بالذات، فربما ليستخدم رمز "النسيان" للدلالة على الضعف والوهن والألم، إذ أي قوة وعزّة وكرامة تبقى لدى المرء (والأمّة) إن تلاشت ذاكرته؟
إضغط على الصورة للتحميل
إضغط على الصورة للتحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق